الأحد، 14 يوليو 2013

في حضرة بيكاسو























في حضرة بيكاسو ...................( قصة قصيرة جدًا )
















حيث ميدان " الكونكورد " الفسيح آخر شارع " الشانزليزيه " في " باريس " ،

التقيت " بيكاسو " .

كان واقفًا يشرع في تخطيط لوحة جديدة .

جذبتني بشدة حركة يده الخفيفة والسريعة في تقسيم معالم اللوحة وتخطيطها ،

على يده اليمنى كانت تقبع أدوات الرسم الكثيرة ،،

انتابني الفضول للنظر إليها والتدقيق في تفاصيلها ، ومحاولة معرفتها .

استأذنته في الوقوف جانبه لبعض الوقت ؛لأستمتع بمشاهدة بداية تخطيط معالم اللوحة التي يعمل فيها الآن .

هز رأسه مبتسمًا دون أن ينطق بكلمة .

لمحت في وجهه ابتسامة حزينة ، مالبثت أن توارات خلف تعبيرات وجهه المختلفة المعبرة عن مدى انشغاله واهتمامه بتلك اللوحة التي يحدد معالمها .

استأذنته في الرحيل ، حيث موعد عملي .

انصرفت حيث أعمل ..

في المساء كانت نقطة الالتقاء أثناء العودة حيث ميدان " الكونكورد " الفسيح ، استطعت أن أحدد مكان " بيكاسو " بسرعة ، توجهت إليه ، فوجدته قد أنهى جزءًا كبيرًا من اللوحة ، قدمت له التحية واستأذنته في الوقوف جانبه _ مجددًا _ بعض الوقت .

أجابني بهزة رأسه المعتادة وابتسامته الصامتة .

الأضواء تلمع في شارع " الشانزليزيه " وتنتشر في ميدان " الكونكورد " ، معلنة رحيل الشمس ، والدخول في ظلمة الليل .

لملم " بيكاسو " محتويات الرسم لديه ، وجهز نفسه للرحيل .

لأول مرة ينطق لي بكلمة ، قال :

_ أدعوك للذهاب معي حيث سكني .

أجبته مسرعًا سعيدًا :

_ لك ذلك سيدي ، أنا أرغب في صحبتكم هذه الليلة .

في غرفته الصغيرة حيث يسكن قدمني " بيكاسو " لصديقه " ماكس جاكوب " ، استأذن " جاكوب " في الانصراف إلى عمله وتركنا وحدنا .

في الغرفة الصغيرة بدأت ألمح بعض لوحات " بيكاسو " المعلقة على الحائط ..

جذبتني لوحة معلقة في وسط الغرفة ، انصرفت مسرعًا نحوها ، كانت غامضة جدًا لي ، استغربتها لكنني وجدتني معجبًا بها جدًا ، انتابني الفضول مجددًا وألح عليَّ في ضرورة معرفة ماهيتها ،

لمحت عيني " بيكاسو " تراقبني من جانب الغرفة ،،، دققت أكثر في اللوحة ، الغموض يزداد أكثر في اللوحة ، خطوط صغيرة لا تكتمل ، وخطوط صغيرة متقطعة ، في أسفلها خط متعرج متقطع في آخره غير مكتمل ، انتظرت المساعدة من " بيكاسو " ، لكنها تأخرت كثيرًا .

استأذنته في الانصراف ، أبى إلا أن يقدم لي فنجانًا من القهوة ، اعتذرت له أنني لا أتناولها ليلًا ، أذن لي بالانصراف ، عدت حيث سكني ، شرعت في النوم العميق .
















***********************************
















بقلم / ( محمد صلاح زيد / قاص مصري )




الأحد 14 من يوليو 2013 م .





( رابط نشر القصة ) :





قصة : في حضرة " بيكاسو "



http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/9168.html






...تابع القراءة