الأربعاء، 19 يونيو 2013

خــالـــد






































احتضن طفله الصغير المنتظر ، الذي طالما انتظره وحلم به ، وهام به حبًا .




احتضنه بشدة ، ونظر في عينيه الصغيرتين ، اللتين تشع منهما البراءة .




قال له :




_ جاء الوقت الذي يجب عليَّ أن أخبرك فيه بكل شيء .




_ نعم حان الوقت .




_ عليك يا " خالد " أن تخبر والدتك :




أنني اعتدت على غيابها ... بل اعتدت على طول غيابها .




_ نعم ... نعم اعتدت على طول غيابها .




هل تعرف يا " خالد " أنني ما عدت أهوى لقاءها ؟




هل تعرف يا " خالد " ؟




هل تعرف أنني كنت لا أطيق بعادها ؟




_ نعم يا " خالد " ... كنت لا أطيق فراقها .




_ صدقني يا " خالد " ، كنت لا أطيق فراقها .




هل تعرف يا " خالد " أنني فكرت مرة أن أستقيل من عملي ؛ لأظل بجوارها طوال اليوم لا أفارقها أبدًا ؟




وقتها كرهت العمل لأنه يأخذني منها ساعات وساعات ، كانت تمثل لي عذابًا كبيرًا حينها .




لكنها قالت لي وقتها مندهشة :




_ وكيف سنعيش إذن ؟




_ من أين سنأكل ؟




كانت محقة تمامًا يا " خالد " ، فقد كنت وقتها مصابًا بحالة جنونية .




نعم جنونية يا " خالد " .




لا تعجب يا " خالد " ، فأبوك كان مجنونًا يومًا ما ،




لكنه أفاق من جنونه ، شُفي منه .




أنت اليوم يا " خالد " لك أب عاقل تفاخر به زملاءك الأطفال مثلك ... أب يشرفك .




لا تخجل مني يا " خالد " يومًا ...




فما ارتحت يومًا في حياتي ؛ حتى ترضى عني يا خالد ... حتى أستحق أن أكون أباك .




أقسم لك يا " خالد " أنني ما ذقت طعمًا للراحة يومًا لأجلك أنت .




_ عليك أن تخبر والدتك يا " خالد " أنني أصبحت رجلًا يهوى عمله بشدة .




عليك أن تخبرها أيضًا أنني أنتظر مجيئك يا " خالد " .




نعم أنتظر مجيئك بلهفة .




حتمًا ستأتي يا " خالد " .




ستأتي كما تخيلتك ورسمتك .




_ لا تنس أن تخبر والدتك أنني أحبك يا " خالد " .




نعم أحبك . أحبك أكثر مني يا " خالد " .




لماذا تبكي يا خالد ؟




أنت رجل يا " خالد " ، والرجال لا تبكي .




_ أراك قريبًا ... انتظرني ، حتمًا سآتي كي أراك ، كي ألتقيك ، كي أحتضنك ، كي أقبلك ، كي أنظر في عينيك الصغيرتين طويلًا ....







( رابط نشر القصة ) :








قصة خالد ، صحيفة الوطن الجزائري :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7195.html


0 التعليقات:

إرسال تعليق