الجمعة، 28 يونيو 2013

شيء من الماضي

















رأيتها بعد ثلاثة أعوام ونصف من الآن ،


تمسك بيد طفلتها الصغيرة التي تتعلم المشي من جانب ،


ومن الجانب الآخر يمسك زوجها باليد الأخرى للطفلة ،


الطفلة تتعثر في المشي ،


فيميل عليها زوجها لكي يساعدها مرة ثانية في القيام ،


بينما هي واقفة تنتظر أن يساعد زوجها طفلتهما الصغيرة في القيام ،


رأتني فجأة أرقب موقفهما العابر الذي تفاجئت أنا أيضا به ،


فاخترقتني نظرتها المرتبكة من هول الموقف ،


والتي تقول فيها : " يالصنع القدر فينا " !!!


قررت أن لا أكمل استقبال نظرتها ،


وأن أنسحب بهدوء شديد ،


لكن ثمة بركاناً كبيرا تفجر بأعماق ذاتي .











...تابع القراءة

صـــــــــــــوم
































أول أيام رمضان المبارك ، انتظرتها تهاتفني كي تقول لي :


" كل سنة وأنت طيب " ،


ولكنها لم تفعل ،


سمعت صوت المؤذن يعلن دخول وقت المغرب ،


اتجهت لأداء صلاة المغرب ،


داخلني شعور أن رنين هاتفي سيعلو في جنبات المكان معلنا اتصالها ،


فرغت من صلاتي دون اتصال منها ،


بحثت في هاتفي عن اتصالها لم أجد له أثرا ،


قررت أن أشرع في تناول الطعام كي أكسر صيامي ،


لم تتصل ولم أذق طعم الأكل ،


قررت أن أقوم لأجهز نفسي لصلاة العشاء والتراويح ،


أيضا لم تتصل ،


ذهبت لأتوضأ ،


سمعت ذاتي تخبرني بصوت ممتزج بروح الكآبة والحزن والارتياح معًا بأنها قد ماتت .



...تابع القراءة

ســـفــر




































عزم السفر لعله يجد فيه ما يبحث عنه زمنا طويلا .


حدد موعد سفره ، ولم يخبرهم بتفاصيل الأمور ، فقط سرى إليهم أنه بصدد السفر ،


لم يتعجبوا .
أنهى إجراءاته ، وتهيأ للرحيل .


في صباح الجمعة أرسل إليه من يخبره أنه سيسافر في الثامنة من صباح يوم الإثنين المقبل ،
تعجب كثيرا على عدم إبلاغهم بكل هذه التفاصيل ، فهو لم يكن يدرك ما كان يخفيه وراء سفره ، ظنه ذهب من أجل جمع المال !!!
أرسل إليه عارضا تقديم المساعدة المالية ؛ اعتقادا منه أنه في أشد الحاجة لهذه المساعدة ،


فهو لم يكن يدرك ما كان يخفيه وراء سفره !


شكر له اهتمامه ، واعتذر عن قبول المساعدة .
أرسل إليه يوم الأحد ليلا يخبره أنه قد اشترى له بعض الأشياء من أطعمة وغيرها ، قد يكون في حاجة إليها ، وأمر زوجته أن تجهزها ، كي يصطحبها معه في طريقه ،
فهو لم يكن يدرك ما كان يخفيه وراء سفره !
شكر له اهتمامه ثانية ، واعتذر عن قبول هذه الأشياء ، قائلا :
" لست في حاجة إلى شيء ، لقد اشتريت كل شيء قد أحتاج إليه ، لقد أغلقت حقائبي ، والآن يجب أن أستريح قليلا " وأخبرهم أنه سيذهب إلى النوم .
جلس مع نفسه هذه الليلة طويلا ، شرد بذهنه ، عاد إلى الوراء سنوات وربما شهور ، وربما أيام ، ومن المؤكد أنه عاد _ كذلك _ ساعات ...
تنفس الصعداء ، خرجت منه زفرات حارة .
في الخامسة فجرا وجدوه ينزل مرتديا " جاكته الأسود على بنطال جينز كحلي اللون " ويجر خلفه شنطة سفر يبدو أنها خفيفة لا تحوي الكثير إلى حد ما ،
طرق عليهم الباب ،
خرج إليه فسلم عليه واحتضنه قليلا .


احتضن الأطفال بحرارة واحدا تلو الآخر ، وقبلهم على جباههم .


نظر إليها وسلم عليها شفاهة سلاما سريعا .
خرج من الباب الحديدي ، فوجد سائق السيارة التي ستقله إلى المطار جالسا داخل سيارته في انتظاره ...
وضع حقيبة سفره في الكرسي الخلفي ، وركب هو بجوار السائق ، وأغلق باب السيارة الذي يجلس بجواره ، قائلا للسائق :
" اطلع يا أسطى اتوكل على الله " ...














( محمد صلاح زيد )



الثلاثاء 3 من أبريل 2012م...






...تابع القراءة

زيارة إلى مكان قديم


















































































































































































































































































































































بعد عشرين عاما وجدتني أزور هذا المكان بشكل عفوي ،




طرأ على هذا المكان بعض التغييرات الجمالية من زروع وأشجار وورود ،






















لكنه في مجمله العام لم يختلف كثيرا في نظري ،






















تجولت في المكان أيضا بشكل عفوي جدا ،






















فجأة ...






















وقعت عيناي على هذا الشلال المائي ،




انسحبت بكل هدوء من المكان ،






















سألتني ابنتي رفيقتي في الزيارة عن سر انسحابي الهاديء والمفاجيء ،






















قلت لها : ما رأيك في كلمات الرائع عبدالحليم حافظ :






















" لو مريت في طريق مشينا مره فيه ، أو عديت بمكان كان لينا ذكرى فيه ، ابقى افتكرني ، حاول تفتكرني ، حاول ، حاول " !




قالت لي :






















بصراحه يابابا ، أنا ماليش في عبدالحليم حافظ والكلام القديم ده ،






















أنا مش عارفه إنتوا عايشين عليه إزاي لدلوقتي ؟






















خليك كوووووووووووول يابابا شويه ...


























































محــــمــــد صــــلاح زيــــد .

















































( قاص مصري )































الثلاثاء 4 من أكتوبر 2011م.





( رابط نشر القصة ) :







قصة زيارة إلى مكان قديم ، صحيفة الوطن الجزائري :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7210.html


...تابع القراءة

ليلة باردة جدًا































































































كعادتي كل ليلة منذ سنوات ،

وجدتني أقف في الشارع تظهر أمامي ملامح لعمارة سكنية ، بينما لمحت عيناي ملامح امرأة غير واضحة ، لم انشغل بها كثيرا ،

فقط أقف في الشارع أنتظر شيئا ما لا أعرف ما هو !

كذلك لا أعرف أين أكون !

الجو شديد البرودة ، وملابسي خفيفة ،

أراني أرتعد من شدة البرد

تتداخل الأحداث أمامي ، بينما أنا كذلك لا أعرف ماذا يدور !

تائـــــــــــــــه ...

صعد بصري ثانية في الطابق الأعلى للعمارة التي أقف أمامها ،

قرر بصري النزول ثانية ليتجول فيما يدور حوله وما يظهر ويختفي من الأشياء والكائنات والأجسام ،

في مرحلة نزول بصري تسمر مكانه وتشبث بالوقوف عند نقطة إبصار معينة .

إنها هي (................)

لم أرها منذ سنوات طوال ، وكم اشتقت لرؤياها كثيرا جدا !!!

كم تمنيت بداخلي أن أراها !

كم تمنيت بداخلي أن أعرف عنوانها ، زوجها ، أولادها ! حياتها ، كيف أصبحت ؟؟؟

حقا اشتقت كثيرا جدا إليها .

بعدما وصلت إلى مكانها بعد سنوات طويلة من البحث ظللنا معًا طوال الليل أنظر إليها وأتخيل أنها تنظر إلي ،

سمعت صوتًا مزعجًا جدًا ومرتفعًا ، بحثت حولي عن مصدر هذا الصوت فلم أجده ،

وجدت يدي اليمنى تمتد إلى جانبي تجاه هذا الصوت المزعج لتسكته ،

أه عرفت مصدر الصوت المزعج

إنه المنبـــــــــه !!

يعلن دخول وقت الاستيقاظ ، من أجل الذهاب إلى العمل ،

قلت غاضبا : " اسكت خلاص عرفت وهقوم هقوووووووووووووووووم " .

حاولت كتابة عنوانها في ورقة ، لكن عجزت ، فأنا لم أكن أعلم أين كان مكان وجودي في بلاد الله الواسعة كما يقولون !!!





( رابط نشر القصة ) :





قصة ليلة باردة جدًا ، صحيفة الوطن الجزائري :



http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7107.html
...تابع القراءة

قطع الشيكولاتة















































لَحظَتْ زوجتي علبة كرتونية صغيرة وسط ملابسي ومتعلقاتي القابعة في دلفة دولابي ..

سألتني باستغراب :

_ ما هذه العلبة الكرتونية ؟

_ أخبرتها أنها لا شيء ، نصحتها أيضًا أن لا تعتني بالأمر ،

زدت قائلًا :

_ متى سنذهب لزيارة أهلها ؟

جاوبتني :

_ في أقرب فرصة ممكنة .













في إحدى ليالي الشتاء الباردة ، اقتحمت زوجتي غرفة نومنا قادمة من الخارج ، دون أن أشعر بمجيئها .

هي من أخبرتني بذلك .

أخبرتني أيضًا :

أنها رأتني أفتح تلك العلبة الكرتونية وأخرج محتوياتها ، وأشتمها بأنفي واحدة تلو الأخرى .

لم تنسَ أن تضف : أنها اجتهدت في معرفة ماهية تلك المحتويات ،

لكن محاولاتها المتكررة ليلتها باءت بالفشل ، لإخفائي لها ، وتعاملي معها بحذر

؛ خوفًا من رؤية أحدهم لها .

عاودت سؤالها :

_ ما هذه العلبة الكرتونية ؟

وزادت :

_ وماذا تحتوي ؟

أجبتها ، قائلًا :

_ لا شيء ... لا شيء ... ، إنها بعض هدايا الأصدقاء .

استأذنتها في النوم .













في الصباح أخبرتني : أنها فتحت تلك العلبة ، ورأت ما فيها .

لكنها لم تفهم ماذا يكون ؟ !!

سألتني :

_ ماذا يكون ؟

أخبرتها : أنها قطع الشيكولاتة التي كانت تعطيني إياها في أيام حبنا الأولى ،

وقت أن كنا طلابًا في مدرجات كلية الحقوق .

تساءلت في دهشة :

_ وهل تحتفظ بها طوال هذه السنوات ؟

خمس عشرة سنة ؟

أجبتها :

_ لم أنسَ طعم قطعة الشيكولاتة الأولى التي أخذتها منك ؛

لذا قررت الاحتفاظ بكل القطع اللاحقة ، وتجميعها ، في هذه العلبة الكرتونية .

قالت :

_ حقيقة ، لقد تذكرتها ، إنه الصنف الذي كنت أبتاعه لك ، وأهديك إياه وقتها .

استأذنتها في الانصراف إلى عملي ؛ لأنني تأخرت كثيرًا .

سمحت لي ..

فانصرفت بهدوء ، طالبًا رضاء الله ورزقه وستره .


































بقلم : محمد صلاح زيد

قاص مصري




الجمعة 1 من فبراير 2013 م .





( رابط نشر القصة ) :



قصة قطع الشيكولاتة : صحيفة الوطن الجزائري :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7315.html

...تابع القراءة

شوارع أحلامنا المتقاطعة
























































في ليلة شتوية ذات أمطار ثلجية ، كنت على موعد مع أحلامي ...

خرجت إلى ليلتي بملابس رقيقة ،

الأمطار الثلجية تهطل بغزارة ،

لمحتها من بعيد ثقيلة الخطى مهمومة ...

التقينا في الطريق ..

اقتربت مني أكثر .

شوارع الأحلام المتقاطعة مظلمة ، يضيئها برق السماء .

قالت لي :

_ وصارت غيري أمًا لأولادنا ،،،

أولادنا الذين طالما تمنيناهم ، وربيناهم أملًا ، وتخيرنا أسماءهم .

قلت لها :

_ وصار غيري يسمع صوتك .

سألتني مندهشة :

_ كيف أصبحت امرأة أخرى حرمًا لك وزوجة وحبيبة ؟

أجبتها :

_ الإنسان مسير .

قالت لي :

_ سمعت من جدتي أنه مخير ، وأخبرتني أمي أنه مخير ،

وأكدت لي خالتي أنه مخير .

سألتها :

_ ما قولك في الإيمان بالله ، وقضائه وقدره ؟

أجابتني :

_ مؤمنة بربي أحسن إيمان ، هكذا علمتني أمي .

قلت لها :

_ إذن فقضاء الله نافذ لا محالة .

قالت لي :

_ لا تنس ، أنا امرأة .

قلت لها :

_ وأنا إنسان .

قالت لي :

_ أنا امرأة ضعيفة .

السماء تلمع ، والبرق يضيء لنا شوارع الأحلام المتقاطعة ،

أصوات الرعد تحاصرنا من كل جانب ، وتترصد خطانا الثقيلة ،







تتبعنا في شوارع الأحلام المتقاطعة .

سألتها :

_ كيف رأيتنى الآن ؟

أجابتني :

_ لم أعرفك ، لست أنت هو .

فقط تأكدت منك عندما لمحتك من بعيد ، ثقيل الخطى مهمومًا ، في شوارع أحلامنا المتقاطعة .

الأمطار الثلجية يشتد تساقطها ،،،

فرقتنا الأمطار الثلجية .

انتقلت حيث أكون ،،،

انتهت ليلتي الشتوية ذات الأمطار الثلجية .

سمعت أصواتًا متداخلة ، لكني لا أزال أستشعر برودة شوارع الأحلام المتقاطعة .



















***********************************

بقلم / ( محمد صلاح زيد / قاص مصري )







السبت 20 من أبريل 2013م .





( رابط نشر القصة ) :










قصة : شوارع أحلامنا المتقاطعة :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/8296.html
...تابع القراءة

الأربعاء، 19 يونيو 2013

خواء














قصة قصيرة تدور حول اغتراب النفس الإنسانية داخل ذاتها ، ومحاولة تجديد إيمانها بالله حتى تتخطى تلك العثرة .

























وجدتني أفقد بعضي من كلي .

شعرت بيدي اليمنى تنخلع من جسدي . توجعت كثيرًا .

رضيت بقضاء الله .

ألفت حياتي بعدها .

تعاودني الأيام فأحن لذراعي اليمنى ، لكني ما ألبث أن أستعيد رضائي بقضاء الله .

بعدها شعرت بيدي اليسرى تنخلع من جسدي وتفارقه .

هذه المرة الألم كان أشد عن سابقته .

اعتدت الرضاء بقضاء الله .

اعتدت تجدد الإيمان بالله .

وجدتني جسدًا بلا ذراعين .

جسدًا عاجزًا أعزلًا ، جسدًا ميتًا لا حياة فيه ، ولا قوة تصارع من أجل الحياة .

دبرت حياتي على هيئة جسدي الجديدة .

ظهري فقدته _ كذلك _ مذ كنت صغيرًا .

الآن أنا بلا ظهر ولا ذراعين .

قلبي لا يزال في مكانه ينتفض من وقت لآخر . وكأنه يتعرض لصدمات كهربائية .

عقلي لا يزال يعمل بكامل قواه محاولًا تعويض فقداني لأعضائي المفقودة .

قلبي لا يزال ينتفض .

لا يزال يتعرض لصدمات كهربائية .

الصدمات تتزايد ،

تزداد قوتها .

تصدر إشارات متوالية من المخ يبعثها إلى قلبي ، فتعيد إليه الحياة من جديد .

تتجدد الصدمات الكهربائية ...

تشتد هذه المرة .

إشارات المخ تفشل هذه المرة .

أصبحت جسدًا بلا ظهر ولا ذراعين ولا قلب .

تبقَّى لي مخ لا فائدة من إشاراته ، وروح إنسانية بلا جسد .

استعدت أعضائي المفقودة مع الأيام عضوًا وراء الآخر .

كنت أعاني آلامًا شديدة في كل مرة أستعيد فيها عضوًا ، لكن الابتسامة كانت ترتسم على شفتيَّ .

أصبحت جسدًا أقوى هذه المرة .

سألني الشيخ :

_ كيف أصبحت ؟

أجبته قائلًا :

_ زاد إيماني بالله كثيرًا .

نصحني قائلًا :

_ التزم العهود .

طأطأت رأسي لنصيحته .

أضاف قائلًا :

_ أد ِ ماعليك .

طأطأت رأسي ثانية .

أشار إلى المحراب ونصحني أن أصلي ركعتين لله .

توجهت مسرعًا إلى المحراب .







( روابط النشر للقصة في أكثر من صحيفة ) :








قصة خواء ، صحيفة الوطن الجزائري :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/6447.html







قصة خواء ، صحيفة دنيا الرأي الفلسطينية :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/01/16/282792.html









قصة خواء : منتديات بال مون :

http://forum.palmoon.net/vb/showthread.php?t=428055














قصة خواء ، أخبار لايت حياتنا :

http://www.hyatna.com/news/62/39599/%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%A1__%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85__%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%B2%D9%8A%D8%AF


...تابع القراءة

حتى نداعب الأمل














تناقش القصة أحلام العشاق مع معشوقيهم .




أخبرني أنه يود لقائي !

فقلت له :

_ يسعدني ذلك ، ولم أنس َ أن أخبره أني بانتظاره في أقرب فرصة ممكنة له .

قال لي وسحائب الحزن والأسى تخيم على وجهه الهاديء الصامد :

_ كعادتي يا سيدي !

مشكلتي هي مشكلتي .

_ هل تعرف يا سيدي ماذا تكون مشكلتي ؟

لم يعطني فرصة للجواب .

استكمل حديثه بهدوء قائلًا :

_ نعم مشكلتي هي مشكلتي .

أقر لك بهذا سيدي .

قاطعته :

_ إذن ماهي مشكلتك ؟

رد علي بهدوء قائلًا وهو يدقق النظر في وجهي :

_ مشكلتي تكمن فيها وفي شهر رمضان ، كم تمنيت أن نصوم سويًا هذا الشهر الكريم ، وتجمعنا مائدة إفطار

واحدة !!!

لكن الأيام تقف حائلًا أمام تحقيق ذلك الحلم .

ثم استطرد الحديث قائلًا :

_ اسمح لي سيدي أن أخبرك أن هذا حلم طالما حلمت به !

حلم عمره تمامًا كعمر إدراكي للحياة .

طالما حلمت به كثيرًا في سنوات حياتي الأولى !

طالما حلمت كثيرًا بتلك اللحظات !

أن ... أن ... أن نصوم سويًا ذلك الشهر المبارك ، وتجمعنا مائدة إفطار واحدة ، ثم نقضي معًا ليلة العيد .

نعم نقضي معًا ليلة العيد .

أريد أن أكون في تلك الليلة بعد صلاة العشاء في الخارج ، فيأتيني هاتفها أنها تنتظر مجيئي ، وأن ثمة أشياء

تحتاج إليها عليَّ بإحضارها ، ثم أعود إلى منزلي حاملاً ماطلبت ، لأجدها في انتظاري ، في أول ليلة عيد

نقضيها سويًا ... نعم نقضيها سويًا

نداعب فيها أحلامًا صنعت تلك اللحظة ، أحلامًا استقرت بداخلي ،

وحتمًا استقرت بداخلها هي أيضًا .

نداعب فيها الأمل

لا ... لا ... بل نربي فيها الأمل !!!

نعم ... نربي فيها الأمل .

نأخذ فيها العهود والمواثيق على الدهر !!!

سألني مجددًا : هل تعرف ماذا أريد كذلك ؟

لم يعطني _ كذلك _ فرصة للجواب ، استكمل حديثه ، قائلًا :

صدقني لا أعرف سيدي ماذا أريد كذلك ؟!!!





( رابط نشر القصة ) :





قصة حتى نداعب الأمل ، صحيفة الوطن الجزائري :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7163.html
...تابع القراءة

خــالـــد






































احتضن طفله الصغير المنتظر ، الذي طالما انتظره وحلم به ، وهام به حبًا .




احتضنه بشدة ، ونظر في عينيه الصغيرتين ، اللتين تشع منهما البراءة .




قال له :




_ جاء الوقت الذي يجب عليَّ أن أخبرك فيه بكل شيء .




_ نعم حان الوقت .




_ عليك يا " خالد " أن تخبر والدتك :




أنني اعتدت على غيابها ... بل اعتدت على طول غيابها .




_ نعم ... نعم اعتدت على طول غيابها .




هل تعرف يا " خالد " أنني ما عدت أهوى لقاءها ؟




هل تعرف يا " خالد " ؟




هل تعرف أنني كنت لا أطيق بعادها ؟




_ نعم يا " خالد " ... كنت لا أطيق فراقها .




_ صدقني يا " خالد " ، كنت لا أطيق فراقها .




هل تعرف يا " خالد " أنني فكرت مرة أن أستقيل من عملي ؛ لأظل بجوارها طوال اليوم لا أفارقها أبدًا ؟




وقتها كرهت العمل لأنه يأخذني منها ساعات وساعات ، كانت تمثل لي عذابًا كبيرًا حينها .




لكنها قالت لي وقتها مندهشة :




_ وكيف سنعيش إذن ؟




_ من أين سنأكل ؟




كانت محقة تمامًا يا " خالد " ، فقد كنت وقتها مصابًا بحالة جنونية .




نعم جنونية يا " خالد " .




لا تعجب يا " خالد " ، فأبوك كان مجنونًا يومًا ما ،




لكنه أفاق من جنونه ، شُفي منه .




أنت اليوم يا " خالد " لك أب عاقل تفاخر به زملاءك الأطفال مثلك ... أب يشرفك .




لا تخجل مني يا " خالد " يومًا ...




فما ارتحت يومًا في حياتي ؛ حتى ترضى عني يا خالد ... حتى أستحق أن أكون أباك .




أقسم لك يا " خالد " أنني ما ذقت طعمًا للراحة يومًا لأجلك أنت .




_ عليك أن تخبر والدتك يا " خالد " أنني أصبحت رجلًا يهوى عمله بشدة .




عليك أن تخبرها أيضًا أنني أنتظر مجيئك يا " خالد " .




نعم أنتظر مجيئك بلهفة .




حتمًا ستأتي يا " خالد " .




ستأتي كما تخيلتك ورسمتك .




_ لا تنس أن تخبر والدتك أنني أحبك يا " خالد " .




نعم أحبك . أحبك أكثر مني يا " خالد " .




لماذا تبكي يا خالد ؟




أنت رجل يا " خالد " ، والرجال لا تبكي .




_ أراك قريبًا ... انتظرني ، حتمًا سآتي كي أراك ، كي ألتقيك ، كي أحتضنك ، كي أقبلك ، كي أنظر في عينيك الصغيرتين طويلًا ....







( رابط نشر القصة ) :








قصة خالد ، صحيفة الوطن الجزائري :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7195.html


...تابع القراءة

أمهم الغولة








أكدوا جميعًا أنها حتمًا تزوجت أكثر من مرة .

زاد بعضهم : أنها حتمًا _أيضًا_ أقامت علاقات غير شرعية ، ولم تكتف ِ بتعدد أزواجها .

في صحيفة الوطن قرأنا الخبر ،

قتلت ابنًا لها بالأمس .

سمعنا أنها قتلت آخرًا العام الماضي .

هناك من ذكرنا بتلك الحادثة البشعة ،

تلك الحادثة التي قتلت فيها ثلاثة من أبنائها منذ خمسة أعوام ...

اختلفت الروايات ،

قال أحدهم :

_ لقد قتلت أحد أبنائها في التسعينيات .

قال آخر :

_ بل كان في الثمنينيات .

قال ثالث :

_ من المعروف أنها قتلت أحد أبنائها في الستينات ، وقتها كانت زوجة حديثة .

قال رابع :

_لقد كان هذا في مطلع الألفية الثالثة .

اتفق جماعة أن كل هذه الحوادث حدثت جميعها.

جميعهم اتفقوا على تنوع المكان .

منهم من أكد أن حادث القتل تم في منزل المعيشة ،

ومنهم من أكد أنه تم في الشارع ، أمام أعينهم جميعًا .

وبعضهم أكد أنه تم في أماكن مختلفة ، في وسائل المواصلات ، وفي مداخل العمارات ، وفي المدارس والجامعات ،،، وغيرها .

تباينت آراؤهم في طريقة القتل ،

قال واحد :

_ تقوم بخنق ابنها بيديها ، ولا تتركه سوى جثة هامدة .

قال صديق لي :

_حكى جار له أنها مرة ضربت ابنًا لها بالرصاص ،

وقتها اندهش الناس ، وتساءلوا : من أين لها بهذا السلاح ؟

قال ثالث :

_ مرة أحرقت ابنًا لها .

قال آخر :

_رأينا يومًا ابنًا لها ، طعنته عدة طعنات متفرقة .

جميعهم يتفقون على أنها ستقتل المزيد من أبنائها ، أصحاب الأعمار المختلفة في الأيام القادمة .

يتفقون _ كذلك_ على أنها ستستحدث وسائل متعددة للقتل .

منهم من قال :

_ أنها مريضة .

ومنهم من قال :

_ أنها ليست مريضة ، لكنها تتخلص من بعض أبنائها عن اقتناع ؛

ربما لكثرة الأبناء لديها ، من زيجاتها المتعددة ، وعلاقاتها غير الشرعية .

ومنهم من رأى :

_ أنها ليست أمًا لهؤلاء الأبناء ، ربما تدعي أمومتهم ...

وبعضهم قال :

_ أنها لا تقتل سوى أبنائها غير الشرعيين فقط ، من علاقاتها غير الشرعية .




للآن لا يعرف أحد الحقيقة .

ننتظر جميعًا جريدة الوطن كل صباح ،

فقدت مصادر معلوماتي عنها ، واهتمامي بها ؛ لوفاتي .

الآن أنا في عالم آخر ، أبحث في قضايا أخرى .



( رابط نشر القصة ) :






قصة أمهم الغولة :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7494.html



...تابع القراءة

فقدان ذاكرة























قال له :




_ لا أعرف طعم النوم مؤخرًا .




زاد قائلًا :




_ أحتاج مدة زمنية ليست بالقليلة لأنال قسطًا من النوم القلق .




سأله :




_ هل تتناول المنبهات كثيرًا ؟




أجاب قائلًا :




_ لا .




أضاف :




_ أشربها قليلًا .




سأله :




_ ماذا حدث في حياتك مؤخرًا ؟




أجابه :




_ لا جديد .




حياتي لا جديد فيها ، لم تتغير كثيرًا ، بل هي لم تتغير .




أخبره :




_ عليك بفقدان مؤقت للذاكرة في الليل .




أجابه :




_ البعد يا صديقي ، لا يمحو ماض عشناه معًا .




سأله :




_ ماذا عن المكان لديك ؟




أجابه :




_ أرى ما لا أحب أن أراه في كل الأماكن .




أراه في الجدران ، في الأرض ، في السماء ، أراه وكأنه أصبح نظارة أرتديها ولا تفارق ناظري .




قال له :




_ أؤكد عليك بفقدان مؤقت للذاكرة في الليل .




أجابه :




_ هو يعلم أني أحبه لكن لا يعلم




أنني أبكي كل ليلة ؛




لأنني كنت أحتاج لمعجزة : تجمعنا معًا للأبد .




*************************************************



( رابط نشر القصة ) :






قصة فقدان ذاكرة :

http://www.elwatandz.com/r_ation/nouvel/7738.html

...تابع القراءة