الجمعة، 28 يونيو 2013

ســـفــر




































عزم السفر لعله يجد فيه ما يبحث عنه زمنا طويلا .


حدد موعد سفره ، ولم يخبرهم بتفاصيل الأمور ، فقط سرى إليهم أنه بصدد السفر ،


لم يتعجبوا .
أنهى إجراءاته ، وتهيأ للرحيل .


في صباح الجمعة أرسل إليه من يخبره أنه سيسافر في الثامنة من صباح يوم الإثنين المقبل ،
تعجب كثيرا على عدم إبلاغهم بكل هذه التفاصيل ، فهو لم يكن يدرك ما كان يخفيه وراء سفره ، ظنه ذهب من أجل جمع المال !!!
أرسل إليه عارضا تقديم المساعدة المالية ؛ اعتقادا منه أنه في أشد الحاجة لهذه المساعدة ،


فهو لم يكن يدرك ما كان يخفيه وراء سفره !


شكر له اهتمامه ، واعتذر عن قبول المساعدة .
أرسل إليه يوم الأحد ليلا يخبره أنه قد اشترى له بعض الأشياء من أطعمة وغيرها ، قد يكون في حاجة إليها ، وأمر زوجته أن تجهزها ، كي يصطحبها معه في طريقه ،
فهو لم يكن يدرك ما كان يخفيه وراء سفره !
شكر له اهتمامه ثانية ، واعتذر عن قبول هذه الأشياء ، قائلا :
" لست في حاجة إلى شيء ، لقد اشتريت كل شيء قد أحتاج إليه ، لقد أغلقت حقائبي ، والآن يجب أن أستريح قليلا " وأخبرهم أنه سيذهب إلى النوم .
جلس مع نفسه هذه الليلة طويلا ، شرد بذهنه ، عاد إلى الوراء سنوات وربما شهور ، وربما أيام ، ومن المؤكد أنه عاد _ كذلك _ ساعات ...
تنفس الصعداء ، خرجت منه زفرات حارة .
في الخامسة فجرا وجدوه ينزل مرتديا " جاكته الأسود على بنطال جينز كحلي اللون " ويجر خلفه شنطة سفر يبدو أنها خفيفة لا تحوي الكثير إلى حد ما ،
طرق عليهم الباب ،
خرج إليه فسلم عليه واحتضنه قليلا .


احتضن الأطفال بحرارة واحدا تلو الآخر ، وقبلهم على جباههم .


نظر إليها وسلم عليها شفاهة سلاما سريعا .
خرج من الباب الحديدي ، فوجد سائق السيارة التي ستقله إلى المطار جالسا داخل سيارته في انتظاره ...
وضع حقيبة سفره في الكرسي الخلفي ، وركب هو بجوار السائق ، وأغلق باب السيارة الذي يجلس بجواره ، قائلا للسائق :
" اطلع يا أسطى اتوكل على الله " ...














( محمد صلاح زيد )



الثلاثاء 3 من أبريل 2012م...